تصميم ديكور بيتك حسب شخصيتك واسلوب حياتك ومتطلبات الذوق، قد لا يكون بالسهولة التي تصورها لك بعض المجلات المتخصصة أو البرامج التلفزيونية التي زاد عددها في الدول الأجنبية ونالت إقبالا كبيرا من قبل المشاهدين، لكن قد تساعد على إعطاء بعض الأفكار المبتكرة .
فقد تبين من التجارب أنها فعلا بلورت عدة مواهب، وشجعت حتى أولئك الذين لا يميلون إلى الأعمال اليدوية وفن الديكور، أن يدلوا بدلوهم ويجربوا حظهم في هذا المجال.
كما تؤكد بعض الإحصائيات أن هذه البرامج قد أنعشت سوق محلات الأثاث والأدوات المنزلية بشكل لا يترك مجالا للشك ان الإنسان الغربي عموما، اصبح فعلا يطبق مقولة ان بيته مملكته الخاصة، وأصبح اكثر فخرا به وما يمثله له من مكان للتعبير عن إمكانياته الإبداعية. لكن رغم أنه قد يتهيأ للبعض منا، بعد مشاهدة هذه البرامج والنتائج المبهرة التي تنتج عنها، ان بإمكاننا أيضا أن نتحول، وبين ليلة وضحاها، إلى مصممي ديكور، إلا أن الحقيقة التي يجب علينا مواجهتها هي أن هذه البرامج قد تعزز ثقتنا بالنفس لكنها لا يمكن ان تخلق موهبة لا تكون متوفرة لدينا أصلا .
والنتيجة غالبا اننا نقلد ما نراه على الشاشة في أرض الواقع، وإن بشكل لا شعوري. ما لا نستطيع إنكاره هو إدراكنا ان هناك عدة خيارات وإمكانيات لا بد من تجربتها واللعب بها في أوقات فراغنا حتى نتوصل إلى الشكل الذي نريده ويشعرنا بالراحة والإحساس بالفخر، كما لا يمكن ان ننكر أنها علمتنا قاعدة اساسية وهي ان الديكور الناجح لا يعني بالضرورة الأثاث الفخم أو التفاصيل المعقدة والأثمنة الغالية .
أهم النقاط التي تؤكد عليها هذه البرامج، هي الأسلوب الشخصي، على شرط أن لا يكون غريبا بحيث يبدو شاذا أو مستفزا للآخرين، أي أن يكون عمليا ومريحا في المقام الأول وبثمن معقول، ثم يأتي بعد ذلك جنون الابتكار على جرعات خفيفة جدا.
وينطبق هذا الأمر على كل ركن من أركان البيت، بما فيه المطبخ، الذي يعتبر بالنسبة للأزواج الشباب المركز الرئيسي الذي تتجمع فيه العائلة، ويشهد دعوات العشاء وسهرات الأصدقاء.
ولأنه المركز، يعتبر تحديثه في نفس اهمية تحديث غرفة الضيوف. الجميل أن الخبراء يؤكدون أن تحديثه بشكل عصري وعملي ليس مهمة صعبة أو هائلة تحتاج إلى عمال وحرفيين وأسابيع طويلة لإعادة تركيبه، بل ان تغيير تفاصيل صغيرة فيه، قد تصبغ عليه الدفء وتنعشه بشكل لا يترك مجالا للشك ان أصحابه يتمتعون بذوق رفيع.
مثلا إذا كان مطبخك قديما ويذكر بمطبخ الأجداد بألوانه وخشبه المتآكل وما إلى ذلك من الأمور، أسهل وأسرع طريقة هي طلاء جدرانه، وتغيير الأرضية إما بفسيفساء بسيط يتماشى مع الأسلوب الذي تريد أو بتركيب ارضية خشبية.
إضافة الى تبديل وجوه الخزانات، إما باستعمال طلاء خاص بالخشب يكون بلون عصري وشاب إذا كان الخشب من نوعية جيدة، لكنه يعاني فقط من آثار الزمن، أو بتغيير أبوابها وواجهات الأدراج تماما إذا كانت متآكلة وقديمة جدا . فهذه طريقة توفر الوقت والتكاليف. ويؤكد أريك كيمبول، مؤلف كتاب (تحويل المطبخ القديم الى جديد) هذا الرأي بقوله ان «الخزانات هي الجزء الأغلى في المطبخ، لذلك فإن الاكتفاء بإدخال التحسين عليها عوض تغييرها تماما، يمكن الحصول على مطبخ جميل جديد بسعر زهيد».
ووفقا لكيمبول هناك أربع خطوات أساسية لتجديد الخزانات، كونها أصعب خطوة في هذه العملية البسيطة:
1 ـ ازالة الباب وواجهات الأدراج الحالية. واستبدالها بأبواب جديدة، بخشب البلوط الأحمر أو الدردار أو الكرز أو الجوز أو الرقائق الخشبية البيضاء.
2 ـ تبديل وجوه جوانب الخزانات بطبقة من الخشب تتوافق مع الأنواع الجديدة من الأجزاء التي يجرى وضعها وإخفاء الجزء الداخلي منها.
3 ـ بعد اعداد اطارات الوجوه بصورة مناسبة يلصق الوجه الخشبي ويلف على واجهات الأدراج والحافات.
4 ـ إجراء نصب الأبواب والمفاصل والعقد الماسكة في الأخير. ويبقى للاكسسوارات أيضا دور كبير في إنعاش أي ركن سواء كان الحمام أو المطبخ . في هذا الأخير، يمكن وضع أدوات المطبخ ذات التصاميم العصرية في مكان بارز، حتى تفي بغرضها العملي والتجميلي، من دون ان نتجاهل أهمية مقابض الخزانات في إضفاء مظهر شبابي وأنيق، لذلك من المستحسن تغيير القديمة بأخرى تتناسب مع الديكور العام، وكلما كانت كبيرة كلما كانت تتناسب مع الأسلوب العصري. أما إذا كان المطبخ مستوحى من السبعينات مثلا فهناك مقابض خاصة بهذه الحقبة وهكذا.
وبهذه الخطوات يمكن الحصول على التوافق بين سائر الأجزاء والمكونات الموجودة في المطبخ وبأقل التكاليف وأدنى جهد.