اضطرابات النوم.. هل هي أعراض لمشكلات جسدية ونفسية ؟
ضغطت الحياة الاجتماعية علينا جدا، ونالت أكثر ما نالت من نومنا، ويتضح أن في بلادنا العربية مؤشرات لزيادة استهلاك العقاقير ذات التأثير التنويمي (المهدئ)، والمسكنات، بل وأحيانا المخدرات. إن ظاهرة إدمان المنومات والمهدئات قد أصبحت متفشية إلى درجة تستدعي التوقف، ولو تعذر حصر أبعاد الظاهرة فإنه من الممكن تتبعها من خلال نسبة استهلاك العقاقير المؤثرة على النوم وعلى اليقظة.
النوم الموزون المرتاح الكافي الصافي، والخالي من أضغاث الأحلام، مهم جدا وضروري لصحة الإنسان النفسية والجسدية، فهو يساعد الإنسان لكي يستمر توازنه الانفعالي والعاطفي، كما أنه يلعب دورا أساسيا في صيانة الذاكرة وعملية التعلم، ويلعب دورا أساسيا في رعاية وظائف المخ، كذلك فإنه مهم للغاية لوظائف أعضاء الجسم الحيوية كافة، وأخيرا فإن النوم الكافي له علاقة بالأداء الجنسي المشبع للرجل والمرأة، كما أنه يقوي الجهاز المناعي ويمكنه من مقاومة الأمراض المختلفة.
وقد يتسبب الأرق في ضعف جهاز المناعة، وهو ضروري لعملية النمو وتحديدا للأطفال، والتعرض أكثر للعدوى والالتهابات. وعندما يصيب الإنسان الأرق، يتعب ويرهق ويصيبه الإجهاد بسهولة ويفقد طاقته بسرعة، كما يفقد قدرته علي التركيز ويصبح من الصعب عليه الاهتمام بالأشياء التي كان يهتم بها.
تضعف ذاكرته ويحس بالإعياء والنعاس والإحباط. كما أن الأرق وقلة النوم تعرّض الإنسان للإصابة بالحوادث نتيجة عدم التركيز والإرهاق البدني والذهني، وتجعل الحالة الذهنية والبدنية سيئة.
الأرق ليس مرضا في حد ذاته، لكنه عرض لأمراض واضطرابات كثيرة، عضوية ونفسية واجتماعية، وله أشكال كثيرة ومختلفة، منها صعوبة الخلود إلى الفراش، خصوصا في بداية محاولة النوم ليلا، إلى الاستيقاظ مبكرا جدا دونما سبب، وعدم القدرة علي العودة إلى النوم، كذلك فإن النوم المتصل غير المريح المليء بأضغاث الأحلام والكوابيس يكون نوما غير مشبع، ويعد شكلا أساسيا من أشكال الأرق الذي يصيب مرضى الاكتئاب أكثر من غيرهم، فنجدهم دائما يقولون: «نحن لم ننم ليلة أمس»، فتقول الزوجة أو الزوج أو الممرضة في المستشفى مثلا: «لكنك يا عزيزي كنت مغلقا عينيك، وتبدو في سبات عميق!».
للأرق أسبابه العميقة، الدفينة، المختبئة، وعندما لا تكون للأرق أسباب واضحة فإنه يكون أوليا، وهنا يشكل تهديدا لصحة الإنسان النفسية والجسدية.
وتختلف احتياجات الإنسان لساعات النوم من فرد إلى آخر، لكن مع العمل لفترتين وأحيانا ثلاث، أصبح كثير من الناس غير قادرين إطلاقا على تنظيم مواعيد نومهم، مما أثر سلبيا على حيويتهم ونضارتهم، بل وحياتهم الجنسية. وعادة يحتاج الإنسان من خمس إلى تسع ساعات، ينامها ليلا، ولكن نوعية النوم تعد في كثير من الأحيان أهم من مدته، وهناك من ينام نوما ثقيلا، وهناك من ينام نوما خفيفا. بشكل عام النوم الصحيح والصحي هو ذلك الذي يحس بعده الإنسان بالراحة والاسترخاء والانتباه، وبأنه فعلا قد أخذ كفايته منه، ومن ثم يتمكن من التركيز والعمل والتمتع بنشاطاته كافة.
يُعتقد أن نحو 90 في المائة من الناس يصابون بالأرق، ولو مرة في حياتهم، وكثير منهم قد يعانى مما يسمي بالأرق المؤقت أو العارض، أي اضطراب النوم الذي يستمر من يوم إلى أسبوعين تقريبا، وغالبا ما يكون سبب ذلك انفعاليا أو عاطفيا. أو نتيجة لإجهاد ذهني، توتر وقلق. الدليل علي ذلك أنه عندما يزول السبب يعود النوم إلى طبيعته، وإذا أحس الإنسان بالتعب والنعاس الشديدين في أثناء النهار فعليه استشارة طبيبه المعالج.
ونحو 30 في المائة من الناس مصابون بالأرق المزمن، أي الأرق الذي يستمر أكثر من عدة أسابيع، مما يؤثر علي الحالة المزاجية والوجدان، والعلاقات مع الآخرين، وكذلك على العمل. وقد يكون السبب تعاطي دواء أو عقار معين، أو تناول الشاي والقهوة بكثرة، كما أن المشروبات الكحولية تؤثر علي درجة النوم وتسبب الأرق، خصوصا إذا تناولها الإنسان في أواخر الليل.
الحالة العامة للنوم تتأخر مع تقدم السن، ومع ما يسمي بسن اليأس والحمل.
كذلك فإن نوم الليل الطبيعي يتأثر بنوم النهار إذا طال، كما أن الأزمة الربوية وأمراض البروستاتا وقرحة المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي تؤثر سلبا علي النوم، وكذلك التهابات المفاصل، والروماتيزم مما يخلق نوعا من عدم الراحة.
حل وعلاج الأرق يعتمد علي حل المشكلة أو السبب:
- في حالات التوتر يعتمد العلاج علي الاسترخاء الذهني والجسدي والتأمل الإيحائي، وإذا كانت هناك مشكلة ومرض عضوي فعلينا علاجه أولا. كذلك يجب تفادي الإصرار علي النوم رغم الأرق، لأن الخوف من عدم النوم سيؤدي - حتما - إلى عدم القدرة علي النوم. كما يجب النهوض من الفراش وعمل أي مجهود بدني.
- طلب الطبيب النفسي المناوب بأحد المستشفيات النفسية ممن يشتكون من الأرق القيام بأعمال النجارة وغسل الصحون والبلاط وما شابهها من أعمال، ووجدهم يخلدون إلى النوم الطبيعي بعد فترة وجيزة من العمل الشاق دون منومات.
- الحذر من سوء استخدام المهدئات والمنومات لأنها تؤثر علي حالة المخ، وعلى درجات النوم، مما يخلق نوعا من «رد الفعل الأرقي».
- لا بد من تكوين جو ملائم: الابتعاد عن مثيرات ومنبهات الحواس الخمس، وعدم القراءة في الفراش، أو مشاهدة التلفزيون، خصوصا الأفلام والبرامج ذات الطابع العنيف.
- يراعى أن يكون الفراش مريحا.
- ينصح بالتريض وأخذ حمام ساخن وتناول الوجبات المغذية.
- النوم في ساعة محددة حتى في العطلة مهم جدا لتعوّد «المنبه» الخاص في المخ على ذلك.
- تغيير وضع السرير في الغرفة وتغيير الإضاءة والألوان ما أمكن، ذلك مهم للغاية. استشاري الطب النفسي، زميل الكلية الملكية للطب النفسي ـ لندن، زميل الأكاديمية الأميركية لطب السيكوسوماتيك (النفسي الباطني).
ضغطت الحياة الاجتماعية علينا جدا، ونالت أكثر ما نالت من نومنا، ويتضح أن في بلادنا العربية مؤشرات لزيادة استهلاك العقاقير ذات التأثير التنويمي (المهدئ)، والمسكنات، بل وأحيانا المخدرات. إن ظاهرة إدمان المنومات والمهدئات قد أصبحت متفشية إلى درجة تستدعي التوقف، ولو تعذر حصر أبعاد الظاهرة فإنه من الممكن تتبعها من خلال نسبة استهلاك العقاقير المؤثرة على النوم وعلى اليقظة.
النوم الموزون المرتاح الكافي الصافي، والخالي من أضغاث الأحلام، مهم جدا وضروري لصحة الإنسان النفسية والجسدية، فهو يساعد الإنسان لكي يستمر توازنه الانفعالي والعاطفي، كما أنه يلعب دورا أساسيا في صيانة الذاكرة وعملية التعلم، ويلعب دورا أساسيا في رعاية وظائف المخ، كذلك فإنه مهم للغاية لوظائف أعضاء الجسم الحيوية كافة، وأخيرا فإن النوم الكافي له علاقة بالأداء الجنسي المشبع للرجل والمرأة، كما أنه يقوي الجهاز المناعي ويمكنه من مقاومة الأمراض المختلفة.
وقد يتسبب الأرق في ضعف جهاز المناعة، وهو ضروري لعملية النمو وتحديدا للأطفال، والتعرض أكثر للعدوى والالتهابات. وعندما يصيب الإنسان الأرق، يتعب ويرهق ويصيبه الإجهاد بسهولة ويفقد طاقته بسرعة، كما يفقد قدرته علي التركيز ويصبح من الصعب عليه الاهتمام بالأشياء التي كان يهتم بها.
تضعف ذاكرته ويحس بالإعياء والنعاس والإحباط. كما أن الأرق وقلة النوم تعرّض الإنسان للإصابة بالحوادث نتيجة عدم التركيز والإرهاق البدني والذهني، وتجعل الحالة الذهنية والبدنية سيئة.
الأرق ليس مرضا في حد ذاته، لكنه عرض لأمراض واضطرابات كثيرة، عضوية ونفسية واجتماعية، وله أشكال كثيرة ومختلفة، منها صعوبة الخلود إلى الفراش، خصوصا في بداية محاولة النوم ليلا، إلى الاستيقاظ مبكرا جدا دونما سبب، وعدم القدرة علي العودة إلى النوم، كذلك فإن النوم المتصل غير المريح المليء بأضغاث الأحلام والكوابيس يكون نوما غير مشبع، ويعد شكلا أساسيا من أشكال الأرق الذي يصيب مرضى الاكتئاب أكثر من غيرهم، فنجدهم دائما يقولون: «نحن لم ننم ليلة أمس»، فتقول الزوجة أو الزوج أو الممرضة في المستشفى مثلا: «لكنك يا عزيزي كنت مغلقا عينيك، وتبدو في سبات عميق!».
للأرق أسبابه العميقة، الدفينة، المختبئة، وعندما لا تكون للأرق أسباب واضحة فإنه يكون أوليا، وهنا يشكل تهديدا لصحة الإنسان النفسية والجسدية.
وتختلف احتياجات الإنسان لساعات النوم من فرد إلى آخر، لكن مع العمل لفترتين وأحيانا ثلاث، أصبح كثير من الناس غير قادرين إطلاقا على تنظيم مواعيد نومهم، مما أثر سلبيا على حيويتهم ونضارتهم، بل وحياتهم الجنسية. وعادة يحتاج الإنسان من خمس إلى تسع ساعات، ينامها ليلا، ولكن نوعية النوم تعد في كثير من الأحيان أهم من مدته، وهناك من ينام نوما ثقيلا، وهناك من ينام نوما خفيفا. بشكل عام النوم الصحيح والصحي هو ذلك الذي يحس بعده الإنسان بالراحة والاسترخاء والانتباه، وبأنه فعلا قد أخذ كفايته منه، ومن ثم يتمكن من التركيز والعمل والتمتع بنشاطاته كافة.
يُعتقد أن نحو 90 في المائة من الناس يصابون بالأرق، ولو مرة في حياتهم، وكثير منهم قد يعانى مما يسمي بالأرق المؤقت أو العارض، أي اضطراب النوم الذي يستمر من يوم إلى أسبوعين تقريبا، وغالبا ما يكون سبب ذلك انفعاليا أو عاطفيا. أو نتيجة لإجهاد ذهني، توتر وقلق. الدليل علي ذلك أنه عندما يزول السبب يعود النوم إلى طبيعته، وإذا أحس الإنسان بالتعب والنعاس الشديدين في أثناء النهار فعليه استشارة طبيبه المعالج.
ونحو 30 في المائة من الناس مصابون بالأرق المزمن، أي الأرق الذي يستمر أكثر من عدة أسابيع، مما يؤثر علي الحالة المزاجية والوجدان، والعلاقات مع الآخرين، وكذلك على العمل. وقد يكون السبب تعاطي دواء أو عقار معين، أو تناول الشاي والقهوة بكثرة، كما أن المشروبات الكحولية تؤثر علي درجة النوم وتسبب الأرق، خصوصا إذا تناولها الإنسان في أواخر الليل.
الحالة العامة للنوم تتأخر مع تقدم السن، ومع ما يسمي بسن اليأس والحمل.
كذلك فإن نوم الليل الطبيعي يتأثر بنوم النهار إذا طال، كما أن الأزمة الربوية وأمراض البروستاتا وقرحة المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي تؤثر سلبا علي النوم، وكذلك التهابات المفاصل، والروماتيزم مما يخلق نوعا من عدم الراحة.
حل وعلاج الأرق يعتمد علي حل المشكلة أو السبب:
- في حالات التوتر يعتمد العلاج علي الاسترخاء الذهني والجسدي والتأمل الإيحائي، وإذا كانت هناك مشكلة ومرض عضوي فعلينا علاجه أولا. كذلك يجب تفادي الإصرار علي النوم رغم الأرق، لأن الخوف من عدم النوم سيؤدي - حتما - إلى عدم القدرة علي النوم. كما يجب النهوض من الفراش وعمل أي مجهود بدني.
- طلب الطبيب النفسي المناوب بأحد المستشفيات النفسية ممن يشتكون من الأرق القيام بأعمال النجارة وغسل الصحون والبلاط وما شابهها من أعمال، ووجدهم يخلدون إلى النوم الطبيعي بعد فترة وجيزة من العمل الشاق دون منومات.
- الحذر من سوء استخدام المهدئات والمنومات لأنها تؤثر علي حالة المخ، وعلى درجات النوم، مما يخلق نوعا من «رد الفعل الأرقي».
- لا بد من تكوين جو ملائم: الابتعاد عن مثيرات ومنبهات الحواس الخمس، وعدم القراءة في الفراش، أو مشاهدة التلفزيون، خصوصا الأفلام والبرامج ذات الطابع العنيف.
- يراعى أن يكون الفراش مريحا.
- ينصح بالتريض وأخذ حمام ساخن وتناول الوجبات المغذية.
- النوم في ساعة محددة حتى في العطلة مهم جدا لتعوّد «المنبه» الخاص في المخ على ذلك.
- تغيير وضع السرير في الغرفة وتغيير الإضاءة والألوان ما أمكن، ذلك مهم للغاية. استشاري الطب النفسي، زميل الكلية الملكية للطب النفسي ـ لندن، زميل الأكاديمية الأميركية لطب السيكوسوماتيك (النفسي الباطني).